DATE: 2023-09-06
وبعد مرور ثلاثة أشهر على إعادة إدماج سوريا بشكل مأساوي في جامعة الدول العربية، بمبادرة من المملكة العربية السعودية، لا تزال نتائج هذه المحاولة لتطبيع الأوضاع بعيدة عن أن تظهر.بل على العكس من ذلك، فإن المظاهرات المعادية للنظام التي جرت في جنوب البلد في آب/أغسطس والمواجهات العنيفة الأخيرة في الشرق كانت بمثابة تذكير قاس باستمرار الكارثة في سوريا..الاحتجاجات التي استهدفت حكومة بشار الأسد كانت بسبب وقف إعانات الوقود، وتصعيد التوترات الاقتصادية في بلد دمرته حرب أهلية مدمرة ، والتي عجلها رفض الأنظمة الاستماع إلى شعب البلاد.
يعيش نحو 80 في المائة من السوريين دون خط الفقر.لقد أودت الحرب بحياة حوالي نصف مليون سوري وشردت ملايين آخرين.على حافة الانهيار قبل 10 سنوات فقط، تمكن نظام الأسد من الحفاظ على نفسه بفضل الدعم العسكري لروسيا وإيران اللتين أصبح لهما شريكا مدينا.
وقد تحقق ذلك على حساب العنف والاتهامات غير المسبوقة باستخدام الأسلحة الكيميائية، مما أدى إلى اعتماد جزاءات أمريكية وأوروبية.غير أن ذكرى هذا القمع لا تثني جنوب البلد عن المطالبة بشكل قاطع بمغادرة زعيمهم، حتى وإن كان من المستبعد أن يكون لهذا الاحتجاج أثر دائم ناهيكم عن الاستماع إليه.اقرأ المزيد من المقالات عن الرّاصد في الأنصار مع الأسد ظهره بالجامعة العربية، والشرق الأوسط الاستبدادي جعل الشرق الأوسط السلام يُطلِع على إعادة الانتخابات. هذا الاحتجاج ليس الوحيد الذي يبرز الفوضى المستمرة.
في شمال شرق البلاد، الذي لا يزال خارج سيطرة الأنظمة، قتال قاتل يومي 2 و 3 سبتمبر/أيلول.يضاف إلى هذه الاضطرابات قدرة المنظمة الجهادية على الصمود، التي كثفت هذا الصيف هجماتها ضد قوات الأسد، واستمرار القصف الروسي لمنطقة تمرد أخرى في شمال غرب سوريا والضربات الإسرائيلية ضد القوات الإيرانية.
كما أن النظام يغذي الاضطرابات الإقليمية باستخدام قوته في التسبب في إلحاق الضرر.
إن التدمير الروتيني الذي تقوم به القوات الأردنية للطائرات المسلحة السورية المحملة بالعقاقير الاصطناعية في كبتارون يبين أن دمشق لم تتخلى عن إغراق جيرانها بهذه المادة..ورغم هذا فقد تخلى الأردن عن نفسه لإعادة العلاقات مع جاره.- اقرأ المزيد من المقال: مراســـق الرقــــز على الأنبائن بشار الأسد يستخدم إعادة إعمار سوريا كأسلوب ابتزازي جديد للكتب الأساسية التي لا يمكن أن تنكر النجاحات الدبلوماسية، إلا أنه لا يستطيع إخفاء عجزه عن تحقيق الاستقرار الداخلي الحقيقي..
بل إنه لا يزال يرى في بقائه بالقوة الجامحة وسيلة لإعادة إضفاء الشرعية عليه.في عام 2021، إعادة انتخابه لفترة رابعة مدتها سبع سنوات لم تكن أكثر من مجرد خدعة التي لا تخدع أحداً.لم يكن إعادة إدماجه في الجامعة العربية مصحوبة بأي مبادرة لإحياء عملية سياسية شاملة للجميع تجاوزت نقطة إحياء.
وهذا العجز عن تعلم دروس عقد من الفضتين والخلد هو، للأسف ضمان لاستمرار المأساة السورية..اقرأ المزيد: عودة الأسد إلى الجامعة العربية يؤكد وصول الشتاء الديمقراطي العربي..
Source: https://www.lemonde.fr/en/opinion/article/2023/09/06/stabilization-in-syria-is-an-impossible-task_6126005_23.html